عندما يقف المرء للحظة واحدة متأملًا هذا الزحف البشري من أبنائنا وهم يندفعون إلى مدارسهم في يومهم الأول، عندما يفكر بهذه الجموع البشرية وهي تنطلق ممتلئة قوةً وشبابًا، ترى ما مصير هذه الثروة البشرية؟ وعلى من يقع عبء توجيههم وتربيتهم؟ هل المسئول الأول عن ذلك المنزل أم المدرسة؟ ومن في المدرسة المسئول الأكثر تبعة؟
والحق الذي يظهر أن الجميع منا مرَّ بهذا العبء، ولكن أكثر الناس وألصقهم بهذا مدرسو التربية الإسلامية؛ إذ إن مادة التربية الإسلامية ليست مادة على هامش الدراسة، وإنما يُفترَض فيها أن تكون المادة المسيطرة على عقل ولُبّ الطالب.
والمدرس هو الذي يتحمل هذا كله؟ وهذا العبء يفترض أن يقابله مدرس ملتزم متفهم، وهذا هو الأمل بالإخوة المدرسين، الأمل في مدرس الدين أن يكون قدوةً ومنارًا يُهتدى به، وعندما يفقد هذه الميزة يكون استمراره في تدريس الدين جريمة كبرى ترتكب.
فمدرس الدين يجب أن يلتزم بالإسلام كله، ويجب أن يطبق الإسلام على نفسه وأهله، وإلا نخشى عليه أن يكون ضمن مَنْ وصفهم الرسول ﷺ بقوله: «يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيدور بالنار كما يدور الحمار بالرحى.. وحينه يقول له الناس: ما لك فلان؟! كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر! قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه».
ويكفي تحقيرًا لهذا قوله تعالى: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ ٱللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: ٣]، هذا هو أملنا في إخوتنا، فالمسئولية كبيرة، والشباب أمانة سنُسأل عنها أمام الله، والله الموفق ولا رب سواه.