يتصور البعض بأن السلفية مذهب جديد ناشئ، وأنها من مبتكرات القرن العشرين، ونسمع البعض يردد بأننا لم نسمع عن السلفية قديماً! وآخرون يعلمون الحقيقة لكنْ لهوى وتعصب تسمعهم يقولون: بأن السلفية مذهب خامس.. إلى آخر ما تسمع من أقوال فاسدة.
ولست هنا مناقشاً أصول وأهداف الدعوة السلفية، فإن لهذا مجالاً آخر، ولكن أقول بإيجاز:
إن السلفية تعني الرجوع إلى السلف الصالح، وسلف الأمة الصالحون هم الصحابة والتابعون ومن سار على هداهم، ومعنى ذلك؛ فإن الائمة الأربعة وغيرهم من العلماء قاطبة ـ أي علماء أهل السنة ـ سلفيون، والسلفية تقوم على مجموعة من القواعد أهمها:
1- تقديم الكتاب والسنة ـ على جميع الأقوال مهما كانت ولمن كانت.
2- العمل بالكتاب والسنة وفهمها وفق فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم.
3- أخذ الإسلام كلاً شاملاً، فالسلفية تعني الشمول، ولا تقتصر على قضية معينة من قضايا الدين.
ولذلك فالسلفية هي أمل الأمة، وهي الوجهة المنشودة بعد أن جرب المسلمون المذاهب الأخرى وطرق التفكير، فالمسلمون جربوا الصوفية، وجربوا مذاهب أخرى متعددة، فلم يصلوا لشيء، من ذلك أن تلك المذاهب لا تستطيع مجابهة المشكلات التي تعيشها الأمة وتضع الحلول لها.
إن التقليد المذهبي أخَّر الأمة فترةً من الزمن؛ لأنه أغلق باب الاجتهاد، ومعنى ذلك أن المسائل المستجدة لا يمكن معرفة الحكم الشرعي فيها، والصوفية تجعل الإنسان يخضع لبشر ويخاف منه، فتسلبه الشجاعة وتسلبه حقيقة التوحيد، ولذلك فالصوفي دائماً ملازمٌ لأهل الباطل من السلاطين سائراً في ركابهم.
والجماعات الأخرى التي قامت وسارت على مناهج متعددة تجمع كل ذلك لا تستطيع إنقاذ الأمة؛ لأنه لا يمكن أن يجتمع صاحب بدعه وسني تحت سقف واحد، كلٌّ يدعي أنه مصيب، فكل هذه التناقضات وهذه السلبيات المنهاج السلفي يقضي عليها وينير الطريق فيها، فالمنهاج السلفي يعطي صاحبه نوراً وبصيرةً؛ لأنه منهاج النبوة.
وبقي أن نقول: بأن السلفية دعوة للعودة إلى فقه الأئمة السابقين، وكما قال مالك رحمه الله: ((لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)).
والدعاة اليوم يتحملون المسؤولية عندما يتأخرون عن الأخذ بالمنهاج السلفي ويتركونه لسواه، وكما بكرنا بالأخذ به بكرنا بالأخذ بالطريقة المثلى لعودة الإسلام لواقع الأمة، فهل قومنا فاعلون؟