تعقيب على محاضرة إسماعيل الشطي في جامعة الكويت
حاول كثيرٌ من الذين يصيدون الماء العكر من كُتّاب ووكالات أنباء تشويه سمعة العاملين للإسلام، ولصق أفعال المارقين بحادثة الحرم المكي بهم!
وقد فاجأنا السيد/ إسماعيل الشطي في محاضرته بجامعة الكويت أنه حاول إلصاق هذه الفئة المارقة بالسلفيين! واعترض على الذين هاجموهم من السلفيين.
وهذا الموقف الشاذ من الشطي جعلنا نتساءل: ماذا يريد إذا كان هؤلاء؟ كما قال عن زعيمهم المهدي: إنه عاقل ومتزن وليس مجنونًا، فهل معنى ذلك أنه يقر به؟
والأعجب في محاضرة السيد الشطي بيانه حول الأحلام التي رآها البعض -كما زعم- حول المهدي، فهل يريدنا أن نصدق أنه المهدي؟! ثم هل يريد أن نعتمد الأحلام لتكون مصدرًا في قضايا العقيدة؟! وإذا كانت لديه كل هذه المعلومات؛ فلماذا لم ينبه عليها ويحذر منها؟! أم أنه متعاطف معهم كما فُهم من تعرضه للذين هاجمومهم؟! ألا يرى أن السكوت في هذه الأمور لا يجوز؟!
هذا وقد خاض السيد الشطي في النصوص الواردة بشأن المهدي في كتب السنة، وبيَّن أن الحديث الحسن لا يُقبل في العقيدة، ولا ندري من أين جاء بهذا القول!!
وانتقل السيد الشطي دون وجود ترابط في الموضوع الذي جاء لأجله إلى السلفية، وأورد في حديثه أقوالًا وأسسًا لا يعرفها السلفيون ولا الخرافيون، ويظهر أنه اختلط عليه الأمر أو خلط الأمر على نفسه، فذكر ثلاثة أسس للسلفية لم يذكرها أحدٌ من السلف في كتبه، ويبدو أن السيد الشطي لم يستطع التفريق بين الظاهرية والسلفية أو لم يشأ أن يفرق.
ثم صور له خاطره وجرَّه تفكيره إلى أمر لا يعرفه السلفيون ومشكلةٍ لم يواجهوها وإنما واجهت غيرهم، وهي قضية المجتمع والدولة؛ فصل الدين عن الدولة.
ومرة أخرى يبدو أن السيد/ الشطي لُبِّس عليه أو لبس على نفسه أن خلط بين فكرة التكفير والهجرة وبين السلفية؛ إذ إن مشكلة العزلة عن المجتمع نشأت عن فكر «الإخوان المسلمين»، وتطورت عند التكفير والهجرة وهم الذين واجهتهم هذه، والشطي خبير بفكر الإخوان والتكفير والهجرة.
وثمة أمر آخر هو: هل السيد الشطي في محاضرته أراد أن يُبين من هم هؤلاء الذين قاموا بالحادث؟! وهو لم يفعل ذلك؛ إذ الذي فعله هو ربطهم بالسلفية فقط، مما يوحي أنه أراد هذا فقط، وكان الأولى بالشطي أن يربط هذه الجماعة بجماعة التكفير والهجرة والتي يعلم هو أفكارها وتشابهها مع هذه الفئة المارقة.
وعلى كلٍّ؛ فليس هذا وقت بيان أخطاء الشطي علميًّا، ولكن نقول: إن كل ما ذهب إليه في محاضرته إنما هو نوع من الدسّ الرخيص أراد فيه تشويه السلفية، والسلفية نقيةٌ طاهرةٌ من هذا الفكر المُنْحَلِّ الفاسد.
وكيف يزعم السيد/ الشطي أنه اطلع على كتب هذه الفئة، وغاب عنه أنهم في كتبهم تبرءوا من السلفيين؟ أم أنه تعامى عن ذلك وأراد إلصاق هذه الجريمة بالسلفيين؛ ليتسنى للحاقدين على السلفية تشويه سمعتها وينفّروا عنها؟
ولكن الله غالب على أمره، وهو يتولى الصالحين.