نجد الأمة الإسلامية متعددة الطوائف والمذاهب، ولقد اختلفت الأمة الإسلامية بعد صدر الإسلام، وبعد وفاة الرسول ﷺ، وفي ردة بعض العرب، وفي الفتنة أيام عثمان وعلي ومن بعدهما، حيث ظهر التشيع وظهرت الخوارج، ومن كل هؤلاء تفرقت فرق وتجمعت أتباع حتى كثر عددهم، وما زالوا بهذا الاختلاف حتى كثر عددهم، وما زالوا بهذا الاختلاف حتى مزقت الدولة الإسلامية وأضعفت شوكتها ومكن منها عدوها، وإن النبي ﷺ قال: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة»، رواه أحمد وأبو داود.
وقال الرسول ﷺ: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة»، أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
والواقع أن طريقة رسول الله ﷺ واضحة؛ لأنها تطبيق للقرآن الكريم وبيان له، وما أبعد الناس من الالتزام بالكتاب والسنة إلا التعصب والهوى والمحاربة للسلطة، ونسوا الدعوة إلى الإسلام.
ونلاحظ أن الأمة الإسلامية عمّها الخراب والشرك بالله، وكثر بها الخبث، ولذلك يجب أن ندعو -أولًا- إلى توحيد الله، ولقد مكث الرسول ﷺ يدعو الناس إلى توحيد الله ثلاث عشرة سنة ولم يدعُ إلى حكم أو غيره، ونجد الفِرَق فيمن يحكمون على الناس بالكفر ويخرجونهم من الإسلام بسبب بدعة بالعقيدة والعبادة أو قول على الله بلا علم، وتحاول كل فرقة أن تفسر النصوص بطريقتها ولصالحها، ولا يمكن جمع المسلمين إلا إذا رجعوا إلى الكتاب الكريم والسنة وفهموهما جيدًا، كما كان عليه الرسول ﷺ.
ولقد جاءت في بعض الروايات بيان الفرقة الناجية، يقول الرسول ﷺ: «هي التي على ما أنا عليه وصحابتي».
ولقد جاء بالقرآن الكريم الأمر بالاعتصام بالقرآن الكريم بحبل الله واتباع صراطه المستقيم، وعدم اتباع السبل الأخرى؛ قال تعالى: ﴿وَٱعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣].
كما جاء بالحديث الأمر بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه والخلفاء الراشدين؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال الرسول ﷺ: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يَرِدا عليّ الحَوْض»، رواه الحاكم.
وقال رسول الله ﷺ: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ»، أخرجه أبو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح».
والعقيدة السلفية هي العقيدة التي تجمع المسلمين على اتباع الكتاب والسنة وترك الخلاف، وتؤمن بما آمن به السلف الصالح أصحاب الرسول ﷺ وأئمة الإسلام، كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد، وتأمر بالرجوع للكتاب الكريم والسنة الصحيحة، وفهمهما على الطريق الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم، وتعريف المسلمين بدينهم الحق والعمل به.