جريدة ((الرأي العام))، العدد (5826)، تاريخ 25/1/1980م
يبدو أن حادث الحرم المكي قد أعطى للبعض فرصةً وتبريراً لأن يُصَفّي جميع العاملين للإسلام، ففي مصر سمعنا عن متطرفين ثم ألقي القبض عليهم، وفي المغرب كذلك، كما أعلن راديو تونس عن وجود متطرفين فيها، واليوم وصل التطرف إلى الجزائر، ولا ندري أين سيصل هذا ((التطرف)) غداً!؟
وهذه الدول كلها تصف العاملين للإسلام بالتطرف، ولا ندري ما هو مفهوم الإسلام عند هؤلاء؟ فإذا كان الإنكار على الخمر والزنا والفساد يعتبر تطرفاً، وإذا كانت الدعوة إلى الصلاة والحشمة تعتبر تطرفاً، فما هو الإسلام إذاً؟
إننا نرجو هذه الحكومات أن تعرض الإسلام الذي تريد حتى يعرف الناس ذلك، إذ يظهر أن هؤلاء يريدون إسلاماً مقرراً من وحي العصر، أما الإسلام الذي نزل من السماء؛ فهم له رافضون، وعنه صادون، ولأحكامه مخالفون.
ونخشى أن يتصوروا أن المسلم ذلك الذي يصلي الجمعة أحياناً ويصوم رمضان فقط، ولا يشرب الخمر إلا في المناسبات، ويسمح لأهله بالاختلاط في الحفلات الصافية، والسفر الماجن، ولكنه محافظ مع ذلك!!
إننا مع ما قررناه سابقاً من مخالفتنا لأفكار المتطرفين من أصحاب الحادث المكي؛ إلا أننا نخشى أن يأتي اليوم الذي يُعتَبَرُ فيه كلُّ متدين متطرفاً، وعند ذلك يلجأ الناس إلى التطرف حقيقة لا ادعاءً.