جريدة ((الرأي العام))، العدد (0000)، تاريخ 00/00/0000م
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن نكبة للمسلمين في مكان من الأرض، فالمسلمون بالرغم من كثرتهم وما يملكون من القوة والبشر والمال إلا أننا لا نسمع لهم صوتاً، ويكتفي الحكام بالمؤتمرات المنحدرة للشعوب، ولم يواجه المسلمون أي مصيبة لهم بالمستوى المطلوب، ولذلك فلا أحد يستطيع الإجابة على هذا السؤال الخطير: ماذا يريد العالم الإسلامي ليصحو؟ ماذا يريد الحكام ليفيقوا؟
لقد جاءت النكبات تتوالى: ضاعت الأندلس وما حولها وقبرص والبلقان، ضاعت الهند والسند وبخارى وتركستان وبلوخستان وفلسطين.. والقدس والجولان.. وأخيراً ضاعت أفغانستان! ألا يكفي هذا كله؟ هل لابد أن يصل الفساد والدمار؟ هل نفيق عندما نرى اليهود يحكمون الحرمين؟ وهل نفيق عندما يمر اليهودي فيقوم له المسلم احتراماً!!
ما الذي يجب أن يفعل ومن المسؤول عن هذا؟
نحن لا نقول: إن المسؤولية تقع على جهة واحدة، فالحكام مسؤولون بالدرجة الأولى، وهم يتحملون وزر ما يجري في العالم الإسلامي الآن، ولكن إذا لم يقم الحكام وهم تعرفونهم فهل يترك الأمر ونقف متفرجين لما يجري؟ إن المسؤولية جماعية، ولابد من التحرك لإصلاح الذات.
إننا نواجه انحلالاً داخلياً وحرباً من الداخل، ولذلك فلا يمكن أن ننتصر ما لم ننتصر على أنفسنا أولاً، إن مظاهر الانحلال الذي يشاهد على مستوى الأمة لابد له من ردع داخلي، ولابد له من رجوع شامل وتطهير للنفس.
لكن أتدري ما السبب الذي جرنا لهذا الإهمال وهذه اللامبالاة، إنها فساد الفطرة، وفساد الفطرة في مجتمع المسلمين له مظاهر كثيرة، وأهمها يلخصها لنا قول رسول الله ﷺ: ((ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن)). قالوا : وما الوهن يا رسول الله؟ قال : ((حب الدنيا، وكراهية الموت)). إذاً هذا مرض قومنا حب الدنيا وكراهية الموت، وحتى نستطيع التخلص من هذا الداء تحتاج الأمة لجهود جبارة يقف الجميع موقف الصلح، وعند ذلك يفيق قومنا، ونرجو أن يكون ذلك قريباً.