حرص الإسلام أشدَّ الحرص على وحدة الجماعة المسلمة، وسَنَّ من التشاريع ما يحفظ هذه الوحدة، ووضع الضوابط لحفظ هذه الوحدة، ومن ذلك أنه منع من إساءة الظن وسدَّ جميع الطرق المؤدية لذلك.
ومن هذه الآداب التي سنّها الإسلام: حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «إذا كنتم ثلاثة؛ فلا يتناجى اثنان دون الثالث».
وفي رواية أن النبي ﷺ نهى أن يتناجى الرجلان دون الثالث إذا كانوا ثلاثة. رواه أحمد بن حنبل.
وفي رواية من حديث ابن مسعود في الصحيحين: «إذا كنتم ثلاثة؛ فلا يتناجى اثنان دون الثالث، حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه».
فعَلَّل المنع هنا بأن النجوى تُحزن الثالث؛ لذلك مُنعت النجوى.
والذي يلاحظ الآن حياة الكثير من الناس يجد أن هذا المرض انتشر فيها؛ مما أدى إلى إساءة الظن بالبعض.
فأحرى بالمسلم اتباع هذا الأدب الرفيع؛ إذ إن الإسلام يريد من المسلمين أن يكونوا أمة واحدة، تجمعهم كلمة التوحيد وتربطهم رابطة التقوى، فهل يدرك هذا قومنا؟!