قرأت ما كتبه الأستاذ/ سامي عطا في «الرأي العام» حول الماسونية، وما كتبه غيره في مواضع متعددة من نشرات أو كتب، وما كتبه هؤلاء كلهم يدور حول قضية واحدة، هي أن الماسونية تملك جهازًا رهيبًا للتخطيط، وأن لديها القدرة -كمنظمة تخدم المصالح اليهودية- في السيطرة على الزعماء وتوجيه قادة الفكر.
ولم يسلم مفكرٌ أو داعيةُ تحريرٍ من اتهامه بالماسونية، بدءًا بجمال الدين الأفغاني، ومرورًا بالإمام محمد عبده إلى رشيد رضا، وعلى مستوى الزعماء: عبد الناصر وآخرون، وبعض مفكري المنطقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كل هؤلاء -وبعضهم شرد وعذب- كانوا عملاء صهاينة، وسعوا في تثبيت ملك اليهود؟ ماذا استفاد هؤلاء من تثبيت ملك يهود؟ ولماذا رضوا بالعمالة، وخاصة بعد أن أصبحوا زعماء أقوياء كعبد الناصر مثلًا؟
وأمر آخر: هل الماسونية أُسِّسَت لتخدم الدين اليهودي؟ وما هو هذا الدين اليهودي الذي يُخدَم؟ هل هو ما أنزل على عيسى -عليه الصلاة والسلام- أم دين الأحبار وقادة المال؟!
وبعبارة أوضح وأدق: هل اليهود الآن لديهم دين يحترمونه؟ أم أنهم جعلوا من المال سيدًا وآلهة يُعبد من دون الله؟ ألا يُتصور أن تكون الماسونية خرافة كبرى روّجها اليهود؛ ليجعلوا العالم يخاف منها؛ لأن من يقرأ ما يسمى بــ «أسرار الماسونية» يجد أن لديها القدرة على صنع كل شيء: تصنع زعماء، تسلم الحكم، تعمل انقلابات، تقتل أي إله يدير هذا الكون؟!
ويتسع صدر الأستاذ/ عطا لهذا؛ لأنه من المتخصصين بها.
إني أتصور أن اليهود أو الذين صنعوا هذه الجمعيات ليس لهم مأرب سوى السيطرة على العالم وتسييره، وقد تصادف تشابه ظروف ومنافع جعلت الجميع يسير ضمن خط واحد.
ولكن أستبعد أن يكون هناك أخطبوط يدير هذه التيارات والاتجاهات، ولذلك فإني أقول: إن المخابرات العالمية قد تسلمت التركة من الماسونية، ولكن هل هذا القول صواب أم أنه خطأ؟ هذه القضية أتركها للإخوة القراء ليقولوا رأيهم ويناقشوها، ونحن سننشر ما يصل، ولعل في هذا تنبيهًا لشعوبنا؛ لتعرف ما يُحاك لها ويُدَبَّر، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.