عندما يألف أفراد أمةٍ من الأمم النقد، ويعيشونه تطبيقًا عمليًّا؛ فإن ذلك يرفع من مستوى التفكير وتحمل المسئولية؛ ذلك أن النقد هو حياة الأمة وطريقها نحو السيادة، ولا يخشى النقد إلا ظالم أو جبان؛ إذ الظالم يخاف كشف ظلمه، والجبان لا يقوى على تحمل المسئولية.
ومما يؤسف له أن حرية إبداء الرأي توجد في جميع المستويات الشعبية في غير البلاد العربية، أما في دنيا العرب فيسمع القارئ عن الحرية دون أن يمارسها، لذلك فعندما يستطيع البعض ممارستها؛ فإنها تكون ممارسة مَنْ لم يُصدِّق أنه حر فيقع في الخطأ، إذ إن كثيرًا ممن يكتب الآن إنما هو ردة فعل ويحوم حول مصالح شخصية، وحتى النقد الذي يمارس نحو الأوضاع الخاطئة لا ينطلق من منطلق البحث عن الصواب، بل من واقع الحقد والتشفي، ومن ثم فقد الفائدة، ولم يلتفت إليه.
إننا بحاجة إلى نقاد مخلصين ينتقدون لوجه الله ويعطون البديل، أما مجرد الطعن والتهويل والسباب فهذا تشنج، خاصة إذا خالف الواقع الذي يعيشه هؤلاء الناقدون. إذًا نجد البعض يهاجم الفساد المنتشر وأصحاب المال وهو غارق حتى الثمالة معهم! إن الذي يهاجم وينقد لا بد وأن يكون طاهرًا نقيًّا. فهذه الممارسات الخاطئة للنقد ليست هي التي تربي الأمة وترجع لها مجدها بقدر ما تزرع روح العداء والبغضاء دون إصلاح.
فإلى الإخوة النقاد نقول: حددوا الداء وصفوا العلاج، أما نحن فنقول: العلاج الإسلام تطبيقًا وعملًا وسلوكًا، فهل أنتم فاعلون؟!