المنحرفون عن الإسلام كثيرون، وأسباب انحرافهم كثيرة، ولما رأى هؤلاء تغلب الأحوال لبّسوا الإسلام لبس الفرو مقلوباً! ومكنت لهم نعومة الملبس من الأمة الغافلة، فملؤوا فجواتها بأساطير أضعفت مناعتها، ومهما كان السيف محققاً للمنعة فإنه لا يستقل بتحقيق المناعة ما لم يقرن به قلم منيع.
وفي عصرنا هذا افتقدت أمتنا منعتها ومناعتها معاً، ولا خوف على أمة فقدت منعتها إذا هي حافظت على مناعتها، فالأمة الألمانية ـ مثلاً ـ لم تفقد مناعتها برغم أنها فقدت منعتها، وأراد القاهرون لها قهر مناعتها فما استطاعوا، ولذلك تجدها متحفزة للوثوب لترد منعتها الأولى معتمدة على مناعتها الأصلية، وكذلك يقال في اليابان وغيرها.
أما أمتنا؛ فقد أصبح جدار مناعتها ذا خروق ومنافذ، فيجد كل مبدأ أو نحلة الخرق الملائم له حاضراً.
إن الاستعمار لا يكتفي بتشجيع النِّحل الهدامة القديمة بتشجيع النابشين عنها، بل يضيف إليها نحلاً هدامة جديدة لتجديد الجروح، ولكل منها بين الأمة رواج لضعف المناعة. والمفروض في ضعف المناعة أن يكون بين الطبقة الجاهلة! لكن التجارب هدتنا إلى أن ضعف المناعة عند المثقفين أكثر وأكبر فما السبب!!