حوار صريح مع الشيخ عبد الله السبت حول المنهج السلفي

الفرقان : بصفتكم أحد مؤسسي الدعوة السلفية في الكويت فما رأيكم في المستوى الذى وصلت إليه تلك الدعوة اليوم: وما هي أهم العقبات التي تعرضت لها ؟
السبت -: المعروف أن السلفية قد بدأت بشكلها الحالي في منتصف الستينيات وقد قطعت شوطا كبيرا فتقدمت بفضل الله ، ونسأل الله لها الرفعة والعلو ، وأن تكون قدوة لغيرها من الدعوات ومن أسباب قيام الدعوة السلفية أن الدعوات التي كانت موجودة لم تكن تخدم العقيدة الصحيحة ولم تكن تميز منهج السلف عن غيره من المناهج وقد عرفنا عن قرب ورأيناها تخلط الأمر خلطا وليس تمييز في قضايا التوحيد والبدعة وأيضا من الأسباب أننا رأينا جماعات أخرى قد أغلقت نفسها في حزبية ضيقة مما جرها إلى أن يكون الحزب هو الغاية التي يلتف حولها والتي يعادى ويوالى من أجلها فكان ذلك من أسباب نفورنا من تلك الجماعات التي كانت قائمة في ذلك الوقت والتنادي للسير على درب السلف وكان من فضل الله عز وجل أن تيسر الأمر ثم انتشر بفضل الله عز وجل ومنته وكرمه .
– أما المستوى الذى وصلت اليه الدعوة السلفية في الكويت فلا شك أنه مستوى متقدم وأصبحت دعوة معروفة معالمها وأصبحت قبلة لكل من أراد التعرف على الإسلام الصحيح .
– والعالم يتجه نحو صحوة سلفية عامة مما اضطر كثيرا من الجماعات الإسلامية والمشايخ العاديين إلى أن يتظاهروا بتبني عقيدة السلف لأنهم رأوا الشباب يتجه إلى عقيدة السلف ولا يرتضى الشرك ولا يقر البدعة ، فإذا نظرت إلى مصر والمغرب العربي تجد الشباب هناك يتجه بقوة نحو الكتاب والسنة . ولكن للأسف الشديد بعض قادتهم ومشايخهم يحاولون جاهدين أن يصرفوهم عن المنهج الصحيح وأن يرسلوهم في دهاليز البدعة والانحراف عن منهج السلف.
أما الشق الثاني من السؤال عن أهم العقبات التي تعرضت لها هذه الدعوة ، فإن أهمها عقبتان الأولى عقبة من داخل العالم الإسلامي وهى الجماعات الإسلامية فالجماعات الإسلامية القائمة الآن هي العقبة الأولى التي تعترض انتشار الدعوة السلفية في العالم الإسلامي وذلك أنها تحارب الشباب السلفي وتحاول جادة بيان أن ما يقوم به السلفيون في بحثهم وتعليمهم للناس إنها أمور سطحية كما وصفها الشيخ محمد الغزالي أو إغراق في الجزئيات كما وصفهم الشيخ سلامة عوده فلا شك أن هذا الوصف للدعوة السلفية وصف جائر مما جعل كثير من الشباب يبتعد عن تعلم العلم ويظن في السلفية القصور فالعقبة التي تواجه الدعوة السلفية هي هذه الجماعات التي لها بروز في الساحة الإسلامية وهم العقبة الأولى التي تواجه الدعوة السلفية .
أقول العقبة الأساس التي تواجه السلفية من الانتشار هي هذه الحزبيات المنتشرة في العالم الإسلامي والتي أخذت أشكالا مختلفة إما حزبية حول شيخ أو حزبية جماعات فهي التي تعيق أو تمنع الشباب وجعلت نفسها عائقا بين الشباب والدعوة السلفية التي تنشر.
– أما العقبة الثانية من الذين انتسبوا إلى الدعوة السلفية ما تعلموها على أيدى العلماء ولا الفقيه الصحيح مما جعلهم ينسبون إلى السلف الصالح أمورا هي حقيقة ليست منهج السلف مما نفر الناس في دعوة السلف.
– وأنا أقول أن هذا الجانب الأخير أحيانا قد يكون ضرره ليس بأقل من ضرر الجانب الأول وهو أن هناك أقواما انتسبوا إلى السلفية زورا وبهتانا شوهوا الدعوة السلفية وحاولوا أن ينفروا الناس منها . إذا العقبات التي تواجه الدعوة السلفية إما من الداخل من داخل الأمة المسلمة وهى جماعات وأحزاب ومذاهب والعلماء المخالفون للدعوة أو من الخارج الأمم الكافرة التي تصرح مرارا وتكرارا كما صرح أحد اليهود مرارا أنه يخاف أن تنتشر الدعوة السلفية في مصر . ومع هذا نقول نسأل لله تعالى أن يزيل هذه العقبات وإزالة هذه العقبات تأتى بأن يعي السلفيون دورهم المطلوب منهم وهو الرقي بمستوى الدعوة السلفية علما وعملا وتطبيقا
– الفرقان: تحدث بعض الخلافات بين الدعاة السلفيين حول بعض الأمور، فهل يعود ذلك إلى عدم وضوح المنهج عند البعض أم لأسباب أخرى تفسرونها ؟
– السبت: الخلاف ينقسم إلى قسمين :إما خلاف في المنهج وأصول الفهم والاستدلال أو خلاف في مسائل فرعية الذى هو الخلاف الذى يجرى بين علماء الدعوة السلفية .
– فالخلاف الموجود الآن بين الدعاة السلفيين في أغلبه يدور حول الأمور التي قد يفهم بعضهم عند الآخر فهما خاطئا بمعنى قد يكون لهذا الشيخ دليل والآخر له دليله كما هو حاصل الآن من خلاف بين كثير من السلفيين سواء كانوا من طلاب علم أو علماء في قضايا الفقه الكثيرة وفروع الأمة وهذا أعتقد لا يضر ولا يؤثر على الدعوة السلفية . خلاف آخر وهو الخلاف الذى قد يسبب فرقة واختلاف وهو الاختلاف في وجهات النظر إلى الدعوات الموجودة الآن والموقف منها .ولذلك فأنا أرى لابد في هذه القضية أن لا يكون هناك اختلاف بين السلفيين الآن لأن ذلك يعنى أن أحدهما عنده خلل.
– إنه لمن الطبيعي أن تختلف الأمة في قضايا الفقه وفى قضايا الأولوية ، وأن تختلف في قضايا من الأمور المطروحة من تصحيح حديث أو تضعيف حديث أو في قضية من قضايا الواقع فهذا أمر سائر طبيعي وبديهي وقد جرى بين الصحابة والتابعين وعلماء الأمة إلى يومنا هذا ، ولكن السلفيين في تاريخهم الطويل القديم والحديث ما اختلفوا في قضايا المنهج والعقيدة أبدا وكذلك كان موقفهم من البدع والأفكار الهدامة واحدا لا يتعدد .
– الفرقان : ماهي أهم القضايا التي يجب أن يركز عليها السلفيون ويتميزون بها عن الآخرين ؟
– السبت: أنا قلت في أول الحديث إن من دواعي قيام جماعة سلفية في الكويت أننا وجدنا أن الجماعات القائمة آنذاك هي جماعة الإخوان المسلمين أو جماعة التبليغ لم تقم بالتمييز العقائدي ولم تقم بإظهار العلم والدعوة إليه والتعلم بقدر صحيح فكان هذا من دواعي قيام الدعوة السلفية .والسلفيون يجب أن يكون عندهم تمييز في قضيتهم الأساسية وهى قضية العقيدة وما تميز السلفيون في تاريخهم كله إلا أنهم قد جعلهم الله عز وجل حماة لعقيدة التوحيد ، فهم الشهداء الذين سيشهدون على الناس والذين وصفهم الله بقوله(( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ))البقرة:143
– فالسلفيون الذين هم الفرقة الناجية والذين هم الطائفة المنصورة هم شهداء على الناس في أهم جانب هل هؤلاء الناس قد أصابوا التوحيد أم خالفوا فيه لذلك فإن أهم قضية يجب أن يركز عليها السلفيون هي أن يركزوا على الجانب العقائدي وأن يظهروا العقيدة وأن يظهروا أضرار الشرك ومن أهم وأبرز الأمور أن يظهروا الولاء لأهل التوحيد والبراء من أهل البدع وأن يكون ديدنهم كشف أهل البدع وجعل قضيتهم وشغلهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *