فرقة البهرة.. وضريح السيدة زينب

ذكرت الصحف العربية وغيرها أن جماعة من البهرة أرسلت إلى ضريح السيدة زينب بالقاهرة مقصورة من الفضة الخالصة، ورحّب بهذه الهدية بعض من يَلْبَسون -زورًا- لباس الدين، وقد وصفها السيد محمد حسين التهامي ورحب بها وبالغ في الثناء.

وقد أرسلت هذه الجماعة إلى مصر في العام الماضي قُبّة مماثلة لقبر الحسين.

وسنجمل حديثنا حول:

١. من هم جماعة البهرة؟

٢. شرعية هذا العمل.

من هم البهرة؟

البهرة: فرقة منبثقة من فرقة الإسماعيلية الباطنية، والإسماعيلية واحدة من الفِرَق الشيعية التي جنحت إلى الغُلُوّ أكثر من ميلها إلى الاعتدال، وسُمّيت الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق. [«إسلام بلا مذهب» ص٢٢٥].

وهي إسماعيلية الهند واليمن، وخلاصة مذهبهم: تأويل القرآن والشريعة، والاستغراق في التَّقِيّة وإثبات الإمامة والعصمة للفاطميين، ونفي صفات الله سبحانه، والبهرة يؤمنون بالحلول وإسقاط التكاليف.

ويقول عنهم صاحب كتاب «إسلام بلا مذاهب» ص٢٢٥: «والبهرة يتخذون لأنفسهم أماكن خاصة للعبادة اسمها «جامع خانة»، ولا يسمحون لأنفسهم أن يقيموا الصلوات في مساجد عامة المسلمين، وهم متمسكون بفروض الدين التي تشبه -في الظاهر- عقيدة سائر المذاهب الإسلامية المعتدلة. أما عقيدتهم الباطنية فشيء آخر؛ فهم يصلون كما يصلي المسلمون، ولكنهم يقولون: إن صلاتهم تلك للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر. وهم يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين، ولكنهم يقولون: إن الكعبة هي رمز على الإمام» ا. هـ.

أما شرعية هذا العمل؛ فلا أعتقد أن مسلمًا يحترم نفسه ولديه مُسْكة عقل ودين يجيز ما قامت به هذه الفئة لأسباب، منها:

١. أن إقامة القبور وتشييد الأضرحة عليها لا يجوز شرعًا، وهذا ما سنفصّله في مقام قادم إن شاء الله.

٢. أن هذه الفئة لا تعرف الله واليوم الآخر، إذ إنها -كما علمت- عقيدتها الانحراف.

٣. أن قبول مثل هذه الأعمال ومباركتها من بعض الشيوخ يخدع المسلم العادي، ويجعله يعتقد أن هذه الفرقة على الإسلام، وفي هذا تضليل.

٤. أن هذه الفئة بمباركتها ومساعدتها قيام الأضرحة تساهم في تحويل هذه الأمة عن الإسلام السليم وجعلها تسير في الخرافة، وبالتالي تسهل السيطرة عليها.

ومما يؤسف له: ألّا نسمع احتجاجًا من شيخ الأزهر ولا من غيره من عامة مصر، بل إننا نسمع ترحيبًا ومدحًا لهذه الفئة الضالة!

ولكن هل قبر الإمام الحسين وكذلك السيدة زينب في مصر؟

هذا ما سنوضحه في مقال قادم إن شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *