ماذا فعلنا للمشردين في الصومال؟

هناك في الصومال حيث يعيش أكثر من ٥٩ ألف إنسان كلهم مسلمون لا ذنب لهم سوى أنهم مسلمون، ومن يذهب إلى هناك ويرى الحالة التي يعيشها المسلمون هناك تحت الأشجار وفي الشمس حيث يعيش المسلمون؟!

هؤلاء المشردون شردتهم الشيوعية، وطاردتهم قوى التحرر، كما يزعمون أن روسيا «أم الحرية» كما يسميها أتباعها، هي التي أعانت حكومة إثيوبيا على تشريد هؤلاء الناس.

إن الحياة التي يعيشها المشردون في الصومال، وكيف يتلوى المرضى من الأوجاع ولا دواء لديهم حتى ولا ماء يصلح للشرب! وتسأل: أليس هؤلاء الذين يتضورون جوعًا وآلامًا من البشر تشاهد هذه المآسي؟! وأنت تسأل ويبكي قلبك ويتعجب من عالمك المزيف الكاذب، هذا العالم المنافق كله المليء بالشعارات الإنسانية الفارغة!! كل العالم مدان لهؤلاء اللاجئين ولغيرهم من السكان الذين يعيشون في أطراف الأرض يواجهون الموت جوعًا وعطشًا، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعًا.

كل هذا يجري في الوقت الذي تحرص فيه الدول الغنية والمتحضرة جدًّا والمتقدمة، تحرص هذه الدول على أن ترمي في البحر الفائضَ من المحصول حتى تحافظ على سعر السوق؛ أمريكا وكندا وأستراليا وأوروبا تفعل هذا كل عام، وتطعم البحر الأطنان الهائلة والبشر يموتون تحت الشجر من الجوع.

ويعجب المراقب لهذه اللعبة القذرة التي تمارس؛ أن روسيا تشرد وأمريكا تمنع الغذاء، وهكذا تتم اللعبة بين هذين الشيطانين.

وعندما ترى الأطفال في مخيمات الصومال، وكذلك عندما ترى آلاف الأطفال تحت الأشجار وهم مصابون بالسل والبلهارسيا وبسوء التغذية -أو قلْ: عدمها- أن هؤلاء الأطفال ينتظرون الموت القادم دون أن يستطيع أحدٌ فعل شيء لهم! عندما نرى ذلك ونشاهد الإنسان العربي لا قيمة له ولا ثمن!

أنا وأنت كنا نلوم الشرق والغرب، ولكن ألا ترى -أخي القارئ- أننا نحن العرب المسلمين نتفرج أيضًا؟! ماذا فعلنا لهم؟! ماذا قدمنا ونحن نملك كل شيء؟!

ألا ترى أنه من المفارقات أننا نسعى لتشييد كل شيء للغرب، ولكن لإخواننا لا نفعل شيئًا؟! ألا ترى لو أن أحد كلاب الغرب صرخ لتنادى له رجال الشرق، ولكن أن يصرخ العربي، أن يصرخ المسلم؛ فلا حياة لمن تنادي؟!

ولذلك فإن الصراخ الذي ينادي به إخواننا من الصومال والذين يعيشون هناك حيث لا مأوى عندما، نراهم يتجهون إلى النصرانية أو الشيوعية؛ عندها لن نقف لنبكي، فنحن السبب! إننا مسئولون عن المشردين وسنحاسب عند الله عنهم.

والذي لا يتألم لأحوال المسلمين فليراجع إيمانه، والرسول يصف المسلمين بأنهم الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فهل سهرنا وتألمنا لما يجري هناك؟!

ونسأل دعاة التحرر وأنصار المظلومين، أو كما يقولون بأنهم أنصار المستضعفين: ماذا فعلتم للمشردين؟ إننا نسمع عن اجتماعات كثيرة، ولكنا لم نسمع من آيات إيران -وما أكثرها- أنها احتجت على تشريد المسلمين، فهل مشردو الصومال من نوع آخر؟

هذا جوابه لدى دعاة الحرية والتحرر؟!

وبقي أن نقول: إن الظلم وإن الاستعمار واحد، سواء كان من الشرق أو الغرب! أما الذين يدَّعون الإسلام ويستنكرون جرائم أمريكا ويسكتون لجرائم روسيا؛ فإن هذا غير الإسلام الذي نزل من السماء؛ لأن الكفر ملة واحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *