مجلة الفرقان العد(683) تاريخ /3/1998
الشيخ عبد الله خلف السبت*
ذكرنا سابقا بعضا مما ورد في الخوارج من أحاديث وآثار عن سلف الأمة تظهر حقيقتهم وتطلعك على وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم ثم هي تعطيك بيانا لهذه الأفكار الضالة ولنعرج اليوم لبيان كيف ينظر أصحاب هذا الفكر الفاسد لصحابة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ثم لعموم المسلمين وإذا عرفت ذلك استطعت أن تدرك معنا خطورة هذه العقيدة الفاسدة وبالتالي تنقذ نفسك ومن استطعت من إخوانك من أفكارهم ، وإني سأصفهم لك في مقالات قادمة حتى كأنك تراهم رأى العين والاّن لنأت لبيان عقيدتهم في المسلمين :
يقول الشيخ صالح الفوزان : ((وهم الذين خرجوا على ولي الأمر في آخر عهد عثمان رضي الله عنه ونتج عن خروجهم قتل عثمان رضي الله عنه ))
ثم في خلافة علي رضي الله عنه زاد شرهم ، وانشقوا عليه وكفروه ، وكفروا الصحابة لأنهم لم يوافقوهم على مذهبهم ، وهم يحكمون على من خالفهم في مذهبهم أنه كافر فكفروا خيرة الخلق وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولماذا ؟ لأنهم لم يوافقوهم على ضلالهم وعلى كفرهم.
ومذهبهم : أنهم لا يلتزمون بالسنة والجماعة ، ولا يطيعون وليا لمحة فهم إذن يكفروا من الصحابة خاصة علي بن أبى طالب وعثمان بن عفان ومعاوية بن أبى سفيان وأبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضوان الله عليهم أجمعين.
ثانيا – تكفيرهم مرتكب الكبيرة
قال الامام بن تيمية :(( وهم أول من كفر أهل القبلة بالذنوب ، بل بما يرونه هم من الذنوب استحلوا دماء أهل القبلة فكانوا كما نعتهم النبي صلى الله عليه وسلم )) الفتاوى 7/481
وفى موضع آخر قال (( الخوارج هم أول من كفر من المسلمين يكفرون بالذنوب ويكفرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون دمه وماله )) الفتاوى 3/279
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري 12/297((ثم أجمعو على أن من لا يعتقد معتقدهم يكفر ويباح دمه وماله وأهله فقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين))
وزاد نجدة بن عامر على معتقد الخوارج أن من لم يخرج ويحارب المسلمين فهو كافر ولو اعتقد معتقدهم وعظم البلاء بهم وتوسعوا في معتقدهم الفاسد فأبطلوا رجم المحصن وقطعوا يد السارق من الإبط وأوجبوا الصلاة على الحائض في حال حيضها وكفروا من ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إن كان قادرا ، وإن لم يكن قادرا
فقد ارتكب كبيرة ، وحكم من مرتكب الكبيرة عندهم حكم الكافر، وكفوا عن أموال أهل الذمة وعن التعرض لهم مطلقا وفتكوا فيمن ينسب إلى الإسلام بالقتل والسبي والنهب ، فمنهم من يفعل ذلك مطلقا بغير دعوة منهم ومنهم من يدعوا أولا ثم يفتك.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي ((الخوارج صنفان أحدهما يزعم أن عثمان وعليا وأصحاب الجمل وصفين وكل من رضي بالتحكيم كفار ، والاّخر يزعم أن من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبدا . قال غيره : بل الصنف الأول مفرع عن النص الثاني لأن الحامل لهم على تكفير أولئك كونهم أذنبوا فيما فعلوه بزعمهم.
وقال ابن حزم : ذهب نجدة بن عامر من الخوارج إلى أن من أتى صغيرة عذب بغير النار ومن أدمن على صغيرة فهو كمرتكب الكبيرة في التخليد في النار. يقول الشيخ صالح الفوزان (( والخوارج يقولون مرتكب الكبيرة كافر ، ولا يغفر له ، وهو مخلد في النار ، وهذا خلاف ما جاء في كتاب الله – سبحانه وتعالى – والسبب أنهم ليس عندهم فقه ، لا حظوا أن السبب الذى أوقعهم في هذا أنهم ليس عندهم فقه لأنهم جماعة اشتدوا في العبادة والصلاة والصيام وتلاوة القرآن وعندهم غيرة شديدة لكنهم لا يفقهون ، وهذه هي الآفة ))
ثالثا – الخروج بالسيف وقتال المسلمين
وما عرف عن الخوارج أنهم قاتلوا الكفار أبدا ،إنما يقاتلون المسلمين فهم كما وصفهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ((يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )) جزء من حديث أخرجه أحمد والبخاري.
وقد ذكر الشيخ ناصر العقل في كتابه القيم ((الخوارج)) قال من سماتهم :
1- الخروج على أئمة المسلمين اعتقادا وعملا غالبا أو أحدهما أ حيانا.
2- الخروج على جماعة المسلمين اعتقادا ومعاملتهم معاملة الكفار في الدار والأحكام والبراءة منهم واستحلال دمائهم ص37.
ونحن إذ نذكر هذا لنقول إن التاريخ يعيد نفسه والأيام تدور فليحذر العاقل وليتعظ الغافل.